بالتأكيد سمعت او شاهدت قصة السلحفاة والأرنب، عندما قررا أن يقيما مسابقة جري بينهما، وبعد ان سخر الأرنب من السلحفاة بدأت المسابقة وبدأ الجميع ببذل أقصى ما يمتلكون من طاقة، ومن البديهي أن نعتقد أن الأرنب سيفوز في المسابقة لأنه أسرع بكثير من السلحفاة، لكن النتيجة كانت صادمة، فقد فازت السلحفاة بالبطولة واستلمت كأس التقدير والاحترام ونالت جائزة الذكرى الطيبة والمثل الحسن حتى يومنا هذا
انها فعلاً قصة استثنائية تحمل في طياتها مبدئاً مهماً جداً، نستفيد منه في شتى المجالات إلى يومنا هذا، ومنها مجال تعلم وإتقان اللغة الانجليزية، واليوم وعبر هذه المقالة ان شاء الله سنتعرف سوياً كيف أن هذا المبدأ له تأثير قوي على عملية تعلم الانجليزية وإتقانها
لا تكن كالأرنب
لا تكن كالأرنب الذي بدأ السباق بحماس كبير ونشاط عالي، ثم مالبث أن شعر بالملل ثم استظل تحت شجرة ونام نومة عميقة حتى فاته الوقت، لا تبدأ رحلة تعلم الانجليزية بحماس زائد واندفاع مبالغ فيه ثم ما تلبث أن تشعر بالتعب والملل فتترك الجمل بما حمل، وتهجر الانجليزية عدة شهور متواصلة بدون أي ممارسة أو حتى تعلم كلمة جديدة
مشكلة الكثير من الشباب أنهم يتصورون أن تعلم الانجليزية مثل تعلم المهارات الأخرى، يمكن اكتساب لغة جديدة في عطلة آخر السنة أو في عدة شهور، والحقيقة أن تعلم اللغة ليس ليس كغيره من الأمور، لأن اللغة هي شيء أصيل في الانسان وأداة مهمة للتواصل بين البشر، اللغة الانجليزية تحتاج إلى فترة طويلة للوصول إلى الاتقان قد تزيد عن السنة، فلا تستهن بالأمر واعلم جيداً أن الأمر يتطلب وقتاً غير قصير
كن كالسلحفاه
كن كالسلحفاة التي شمرت عن ساعد الجد وبدأت رحلتها ولم تتوقف حتى وصلت إلى غايتها، نعم كانت تسير ببطئ لكنها كانت مستمرة ، وهذا هو السر (الاستمرارية) اتقان اللغة الانجليزية يتطلب استمرارية ومواصلة، لا مشكلة إن كنت تسير ببطئ فمادمت مستمر في السير والتقدم فسوف تصل ان شاء الله إلى هدفك، لكن المشكلة هي عندما تنقطع وتتوقف عن التقدم ولو خطوات بسيطة كل يوم
أيهما أفضل: شخص يخصص 10 ساعات يومياً لمدة 3 أشهر لتعلم الانجليزية، أو شخص آخر يخصص ساعتين يومياً لمدة سنة، الأفضل هو الشخص الثاني، لأن الشخص الأول غالباً لن يكمل الـ 3 أشهر بهذا المعدل لأنه سيشعر بالملل السريع وسيشعر أن عقله لم يعد يستوعب بسبب الضغط الشديد، الانجليزية تحتاج إلى نار هادئة لطباختها
الانقطاع يعتبر من اكبر المشاكلة التي تساهم في فشل الشباب في الوصول إلى إجادة اللغة الانجليزية، لأن اللغة تحتاج إلى ممارسة مستمرة كي تثبت وترسخ في العقل، وانت عندما تتقدم خطوات ثم تنقطع سوف تتراجع خطوات إلى الخلف، أما ان استمريت حتى تصل إلى مرحلة الإجادة، التي تمكنك من الاستماع والتحدث بشكل طبيعي، فحينها ستصبح اللغة جزء من حياتك اليومية، سوف تشاهد الأفلام وتستمع إلى الأخبار وتتواصل بمع الآخرين وتمارس جزء من حياتك باللغة الانجليزية وجزء آخر بالعربية وحينها لن تتراجع وتنسى اللغة أبداً بإذن الله
إذاً، إذا أردت أن تتقن الانجليزية فضع لنفسك خطة طويلة الأمد، خطة تمضي معها وتمارس حياتك وأعمالك الأخرى بشكل طبيعي، يمكنك الدراسة أو العمل وكذلك تعلم الانجليزية في نفس الوقت، لكن حاول ان تخصص ساعتين أو أكثر للانجليزية وليس أقل كي يكون الأمر مجدياً، كذلك حاول استغلال أوقات الفراغ الضائعة في الاستماع ومراجعة الكلمات وغيرها من الأنشطة التي تنمي مهارات اللغة الانجليزية لديك
اتمنى لكم التوفيق والوصول إلى خط النهاية، وحينها سوف تستلمون جوائز عديدة وليست جائزة واحدة، فاللغة الانجليزية سوف تفتح امامكم العديد من الأبواب والفرص في هذه الحياة