منذ زمنٍ وأنا أُمنِّي نفسي بمشاركة محتوى علمي معرفي يتصل بتخصصي في العلوم الشرعية، في هذا المنتدى المبارك. إلا أنني كنت أتردد، متسائلًا: كيف لموقع يختص بتعلُّم اللغات أن يتسع للعلوم الشرعية؟
لكن ما لبثت أن تبدّدت تلك الحيرة عندما وقعت عيناي على بعض المنشورات الراقية التي تزخر بمواضيع تتعلق بالثقافة، والتحفيز، وتجارب الحياة الشخصية. هذه المشاركات أشعلت في نفسي جذوة الحماسة من جديد، ودعتني للتفكير في تقريب أبجديات هذا العلم الشريف إلى طلبة العلم والمتعلمين والمدرسين في هذا المجتمع المعرفي.
فكان أن قلت في نفسي: لعلّ خير البدايات أن أستفتي إخواني وأخواتي أعضاء هذه المجموعة الكريمة. هل يستهويكم هذا النوع من العلوم؟ وهل تجدون في أنفسكم رغبة في السؤال، والتفاعل، والنقاش المثمر حول المادة العلمية؟
علمًا أنني سأبذل قصارى جهدي في تلخيص المادة العلمية واختصارها بما يناسب الوقت والجهد، دون أن يمس ذلك جوهر المعلومة أو قيمتها. هدفي أن أقدّم لكم خلاصة نافعة بأسلوب يسير ومبسط، يسهّل الاستفادة، ويشجع على التفاعل والنقاش المثري.
شاركوني رأيكم، فإن رأي الجماعة نبراس يُضيء الطريق.
لا أعتقد أن المستر والمشرفين سيعترضون على هذا فهو في النهاية سيكتب ف الموضوعات العامة، ولا أرى فائدة اكثر من فائدة تعلم وتذّكر ديننا فهو رفيقنا إلى نهاية المطاف.
ببساطة لأن قوانين المنتدى تمنع هذا.
وأيضا لا اعلم عن ماذا ستتكلم بالضبط في الدين {العقائد ، الفقه ، التزكية} لكن (ما لم يكن سيقتصر الكلام عن التزكية) فلا تتكلم هنا ، لأسباب يطول شرحها.
وبسبب القوانين أولا ، لا تنس.
الدين يا أستاذتي الكريمة ليس مجرد علاقة روحانية بين العبد وربه، بل هو منهج حياة شامل، تمتد أنواره لتضيء مسارات الفرد والمجتمع على حد سواء، وبيس قاصرًا على الخشوع في المحاريب أو رفع الأيدي بالدعاء في الخلوات، بل هو نَسَقٌ متكامل يوجه الحركات والسكنات، ويهذب الأخلاق والسلوك، ويُصلح ما بين الإنسان وربه وما بينه وبين الناس.
وحتى على مستوى الحياة الشخصية، تبرز أهمية العلم والتفقه؛ فإن المسلم لا يؤدي عباداته البدنية أو القلبية على الوجه الأكمل بمجرد الشكل الظاهري، بل يلزمه إدراك هيئاتها وأركانها وصفاتها، فهي ليست طقوسًا عابرة، بل طاعة لها روح، وأعمال لها عمقٌ ومعنى، لا تصح ولا تُقبل إلا بموافقة ما شرعه الله، وإلا كانت صورةً خاوية من مضمونها.
أنا على علم بتلك الأسباب، أخي العزيز، فالقضايا الفقهية والعقدية والمذهبية المعقدة لم تكن محل تركيزي في هذا المقام. وإنما كان الحديث منصبًا على أساسيات الشريعة وأبجدياتها، أو ما يُطلق عليه “ما لا يسع المسلم جهله”.
وهذا يشمل الكثير من المسائل التي أجمعت عليها الأمة واتفق عليها الجميع، بعيدًا عن مواطن الاختلاف والتأويل.
أما ما يتعلق بأبواب التزكية والسلوك، فإن الأولوية فيها للعمل الصادق والتطبيق العملي على أرض الواقع، أكثر من الخوض في الأقوال والتنظير.
أشكر لك مرورك وتعقيبك الكريم، أخي العزيز، وأقدّر لك اهتمامك .
حسنا.
أولا بخصوص ما لا يسع المسلم جهله فمن المفترض أن يتعلمه كل مسلم من قبل أن يبلغ ، ولكنا مبتلون في هذا الزمان حقا ، فكثير من العوام ينقصهم مقدار كبير من هذه المعلومات. لكني لا أعتقد أن فئة زوار طليق تنقصها تعلم هذه المعلومات ويكأنهم لا يعرفونها من قبل ، بل هم من الفئة الثانية التي تعلم ولكن يحتاجون المرور على الأبواب ومراجعة الأحكام (هذا ظني).
بما أنك لن تدخل في مسائل الاعتقاد ، وحسب ما فهمت ستقتصر على مسائل ما لا يسع المسلم جهله في الفقه ، فعلى أي مذهب فقهي ستشرحها ؟
نعم، يفترض أن يكون المسلم على علم بهذه المسائل قبل البلوغ، لكن الواقع اليوم يفرض عكس هذا، وقل من يهتم بها أصلا
وزوار المنتدى المبارك، شأنهم شأن طلاب العلم في كل مكان، تتفاوت اهتماماتهم وتتنوع مساراتهم. فمنهم من يجد في نفسه همة تخصيص بعض وقته للتعمق في أمور الشريعة، ومنهم من يعبر هذه المسائل مرورًا عابرًا، غافلًا عن أهميتها وعظم شأنها، ربما لظنه أن العلم بها ليس من الضروريات، أو لأنه لم يدرك بعد قيمتها في حياته.
حتى إن أراد أحدهم أن يغوص في أعماقها، وجد نفسه تائهًا بين تعدد المذاهب واختلاف الأقوال. فإن لكل علم رجاله، ولكل تخصص أهله، وما لم يكن لدى الباحث أدوات العلم ودلائله، فإن رحلته قد تتحول إلى متاهة تزيده حيرة بدل أن تهديه إلى يقين.
وأما عن هذه الفكرة فهي تحمل في طياتها طموحًا يعلو فوق سقف التخصصات الضيقة. إنَّها ليست دعوة للتعمق في فرع واحد من فروع الشريعة، بل هي رؤية أفقية شاملة، تتطلع إلى تقديم صورة متكاملة للعلوم الشرعية، تمتد جذورها في كل اتجاه، لتلامس عقل الطبيب، والمهندس، والمبرمج، وعالم اللغة، وغيرها من التخصصات دون أن تغرقهم في تفاصيل لا تنتهي.
فالمراد هنا أن يعي الإنسان الضروري من أمور الشريعة، ما لا ينبغي له الجهل به، وأن يتذوق جمال هذه العلوم بجرعات متزنة، بعيدة عن الإطالة التي قد تُمل، وعن الإيجاز الذي قد يُخل.
في الفقه مثلا، سأكتفي بالمسائل التي تجمع بين المذاهب، تاركًا مساحة الاتفاق تضيء الطريق، دون الغوص في تفاصيل الخلاف. لن أستغرق في شرح ما هو بديهي ككيفية الصلاة، لكنني سأطرق أبواب المسائل التي يغفل عنها كثيرون؛ أمور تبطل الصلاة دون إدراكهم، أو أخطاء شائعة في الوضوء لا يكاد الناس ينتبهون لها.
أما الحديث، فسأبدأ من جذوره، من تاريخ تدوين السنة النبوية، هذا المبحث العظيم المهم الذي يكشف عن جهد الأمة في حفظ إرثها، وكيف يكون العلم به حلا لكل الشبهات المعروضة اليوم واحدة تلو الأخرى. قد نعرج على تقسيمات الأحاديث وأهميتها، وكيف تصوغ منظومة الفقه، بلمحة مختصرة وواضحة. لكن كن على يقين أنني لن أدع لهذا العمل فرصة أن يطول حتى يصبح عبئًا أو يُملّ منه. سأبذل جهدي لتقديم المادة العلمية بأسلوب موجز وشيق، يجمع بين عمق المعرفة وسلاسة العرض. ستكون لغة الخطاب شبابية حية، ترتبط بتخصصات القراء وواقعهم، وتنسجم مع احتياجاتهم الفكرية. فالغاية ليست في الإكثار، بل في تقديم جرعات معرفية مؤثرة، تحمل بين طياتها الفائدة وتلامس قضايا العصر.
لكن، لأن للزمن أحكامه، ولأنني منشغل برعاية والدتي شفاها الله وعافاها، فإن هذا المشروع لن يكون متسارعًا. سأكتفي بنشر ما يتيسر من مادة علمية كل أسبوع أو أسبوعين، فلا أثقل على نفسي، ولا أشق على القارئ، ولا أفتح أبواب الملل.
هذا هو المشروع الذي أعرضه عليكم ، رؤية تعانق بين العلوم، لتُصبح الشريعة في متناول الجميع، وضاءة، سهلة، وجميلة.
ليس بالضرورة يا سلسبيل
إذا لم تكن النية أن يقصد الرياء بعباداته فلا مانع
والدين ليس مجرد علاقة بين العبد وربه بل هو شرع كامل يحكم به في الأرض وتصلح به المشاكل
نعم هذه المسائل التي ستتكلم فيها فقهيا هي مواطن الخلاف ، دعني أسألك هل القيء أو النزيف ناقض ؟ أم لمس المرأة الأجنبية أم الزوجة ينقض ؟ وماذا عن أكل لحم الجمل ؟ وتفاصيل أخرى متشعبة. كيف ستضبطها بحيث لن تشتت القارئ. إن زوار الموقع هنا من بلاد شتى منهم من جاء من بلاد الأحناف والشافعية ومنهم من جاء من بلاد المالكية والحنابلة.
فإما أنك ستضطر لطرح جميع الآراء والمذاهب لكي لا تدخل العامي في حيرة لاقتصارك على مذهب واحد قد يكون خلاف المذهب المشهور ببلده. وإما أنك ستكتفي بذكر المجمع عليه فقط ، وبالتالي فلن تكون قد وفيت في الباب فلا يوجد أي امام من أئمة المذاهب اقتصر في الباب على ما ستكتبه حينها. (بعيدا عن كون المجمع عليه غير مخفي عن أحد).
وأما ما ستكتبه عن تاريخ الفقه وأنواع الأحاديث وما الى ذلك فسأكتفي بذكر أن هذا جيد ولكنه ليس مما لا يسع المسلم جهله.
نصيحة للسادة والسيدات الراغبين في دراسة ما لا يسعهم جهله في دينهم أن يبحثوا في بلادهم عن مجالس الفقه للعوام والمبتدئين التي تشرح فقه العبادات الأساسية {الطهارة ، الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، (والحج لمن سيحج)} ، فإن لم تجد وسوف تدرس من على اليوتيوب فنظر مذهب بلدك وابحث عن المشايخ الثقات في هذا المذهب وتابع شروحهم لما ذكرت من الفصول (وهذا ما أفعله في الفقه الشافعي).
تحياتي أخي حسن ، غالب الظن أنك من بلدي المغرب ، تشرفت بمعرفتك أولا .
مبادرة جميلة ان تقوم بتبسيط المعلومة الدينية و هذا مهم لا شك فيه ،
فقط أظن في رأيي الشخصي حبذا لو خصصت قناة في يوتيوب خاصة بهذا الأمر ، و بإمكانكً مشاركة روابط الحلقات هنا ، و لمن أراد أن يستزيد من المعلومات يمكنه التوجه لمشاهدة الحلقة .