كنت قد كتبت هذا المنشور كإجابة لسؤال أستاذ مصطفى سالم, ولكن أرى أنه مفيد للجميع فجعلته في منشوره الخاص هنا.
في البداية دعنا نتفق أن الصورة من وجهة نظرك محقة تماما, فانا لست هنا لتبرير أي شئ, ولكن ربما لأعطيك ملمح من الصورة من جانب آخر لا أتحدث عنه كثيرا، أود أن أفتح قلبي لكم وأشرح بعض النقاط التي قد تساعدكم على فهم الوضع بشكل أفضل، لأني أؤمن أن الشفافية والتواصل هما أساس أي علاقة ناجحة.
أولاً، أنا لم أغير النظام الذي بدأنا عليه. لكنني واجهت تحديات كبرى كان لابد من التعامل معها بصدق وإخلاص:
في عالم المشاريع, قد تطرأ عليك ظروف تجعلك تعيد رسم الخارطة من البداية أو تعديل البوصلة قليلا, أو أحيانا إعطاء بعض الأمور أولوية أكثر من غيرها. وهذا حدث معنا في رحلتنا ودعني أذكرك
تطوير تطبيق البرمجة:
كنت قد وعدت حضراتكم بتوفير منصة لتعلم البرمجة من الصفر للإحتراف مجانا. وعرضت الأمر على صديقي وحبيبي أسامة الذي أبدى حماسه بهذا الشأن نظرا لما فيه من خير كثير ونشر العلم بطريقة لا تجعله محتكرا او تجعل الطالب يشعر بالتقزم. ولكن لأسباب كثيرة منها المادي ومنها غير المادي, اضطررنا أن نعلق هذا المشروع لأجل غير مسمى, فخرجت وصارحت حضراتكم.
. كنت أمام خيارين صعبين: إما إغلاق المشروع والإخلال بوعدي لكم، أو إتمامه بجهدي الخاص وإعطائه جانب اكبر من وقتي واهتمامي. شعرت بمسؤولية كبيرة تجاهكم جميعًا، فاخترت الخيار الأصعب والأكثر تحديًا، وهو إكمال المشروع بنفسي. كانت هذه الخطوة تتطلب مني وقتًا وجهدًا كبيرين. حين صرحت أني سأوقف المشروع وأغلق القناة. انهالت علي طلبات حضراتكم بالإكمال حتى لو كانت الوتيرة بطيئة - هذا في البداية فقط. بعد أن أحببتم الموضوع وأصبحت البرمجة سهلة, رأيت الطلبات تختلف من, أكمل ولو حلقة كل شهر, وأصبحت. نريد إسراع الوتيرة و ٣ حلقات في الأسبوع لا تكفي. لا أخفي عليكم, هذا أسعدني كثير ولكن زاد من الوقت والجهد المطلوبين.
دعني أريك جانب آخر من الأمور التى تطرأ ولا تكون في خطة أحد
2. التهديدات الأمنية:
خلال الفترة الماضية، تعرضت البنية التحتية للتطبيق لهجمات مستمرة ومحاولات اختراق متعددة. كان هذا الوضع يشكل تهديدًا كبيرًا لاستمرارية التعلم المجاني. قضيت ساعات طويلة وليالٍ بلا نوم في العمل على سد الثغرات وتحديث التطبيق. كنت أعلم أن جعل التطبيق مدفوعًا بالكامل يمكن أن يوقف هذه الهجمات فورًا، وقد قيلت لي صراحة ممن أثق بهم. لكنني اخترت الاستمرار في تقديم التعلم المجاني، لأنني أؤمن بأن التعليم حق للجميع، وليس للمقتدرين فقط. بفضل الله ودعمكم، تمكنا من التصدي لهذه الهجمات والحفاظ على أمان التطبيق. وهذا الأمر أخذ الكثير من الوقت والجهد والمال أيضا.
بما أن الأمرين الماضيين كانا سلبيين, دعني أريك سببا إيجابيا قد يكون أحيانا وراء التأخير
3.التطور التكنولوجي:
العالم من حولنا يتغير بسرعة، والتكنولوجيا تتطور بوتيرة مذهلة. كان عليّ أن أواكب هذه التغيرات لأضمن لكم أفضل تجربة تعليمية ممكنة. تقنيات مثل ChatGPT وMidjourney وغيرها تطلبت مني إعادة التفكير في طريقة تقديم الدروس وكتابة ميزات جديدة لتحسين التجربة التعليمية. أحيانًا يتطلب هذا التحديث توقفًا مؤقتًا لبعض الكورسات، لكن الهدف النهائي كان دائمًا هو تقديم محتوى أكثر جودة وفائدة.
كتبت منشورا بهذا الشأن مع صور توضيحية لميزة أعمل عليها تستخدم تكنولوجيا أفضل, تجعل من التعلم في كورس الأفلام أكثر متعة وتشويق وفائدة .أيضا هناك مزايا لازلت اعمل عليها تجعل التعلم في كل الكورسات أكثر تفاعلية وتمكنك من استخدام ما تعرفه في محادثات في كل اللغات. سأعلن عنها قريبا أيضا في قسم أخبار طليق.
لنكتفي الآن بهذه الملامح الثلاثة حتى لا يطول الموضوع أكثر ولكن أصدقائي، أود أن أؤكد لكم أن التأخير لم يكن نتيجة تكاسل أو إهمال، بل هو نتيجة لمواجهة تحديات كبيرة أو تطوير ميزات جديدة أو تحسين تجربة المستخدم. كان عليّ اتخاذ قرارات صعبة وتحديد الأولويات بناءً على الضرورة والحاجة.
أريدكم أن تعلموا أن كل خطوة أتخذها، وكل قرار أتخذه، يكون دائمًا بنية تقديم الأفضل لكم. أنتم مصدر إلهامي ودافعي للاستمرار في هذا العمل. أشعر بمسؤولية كبيرة تجاهكم وأعمل بجد لتقديم أفضل ما لدي. أعدكم بأنني سأستمر في بذل كل جهدي لتحقيق الأفضل لكم ولتحقيق أحلامنا التعليمية معًا.
أعلم أن البعض منكم قد لا يعجبه التأخير، وأتفهم ذلك تمامًا. لكنني أطلب منكم التفهم والصبر. نحن جميعًا نسعى نحو هدف واحد، وهو توفير تعليم عالي الجودة للجميع.
أشكركم من أعماق قلبي على دعمكم المستمر وثقتكم بي. أنتم السبب الذي يدفعني للاستمرار وتحقيق المزيد. معًا، سنتمكن من تجاوز كل التحديات والوصول إلى أهدافنا.
مع خالص تحياتي وتقديري